الأمراض الوبائية وسلوكنا الاجتماعية

بقلم:عبيدالله فيضي التعريب: أنور علي شاه

أبريل 11, 2020

االعالم مليء بتاريخ الكوارث الطبيعية. والحوادث المدمرة ، وحالات أنواع الابتلاء والعذاب والتي ذكرت بعضها بوضوح في القرآن ، وقد تم إحصاء أنواع عديدة من الأمراض الوبائية. ولكن هناك بعض الأمراض التي تتعلق بالمحفزات الخارجية ، مثل ” بيئة قذرة” ، والأغذية غير الصحية ومثل هذه الإجراءات تؤثر على مزاج الشخص، وبعض الأمراض تنتشر بشكل بؤرة كالأمراض المعدية والوبائية التي تكون جائحة بسبب الفيروسات. وتعاني البلدان من الضيق والبؤس والقلق والحيرة والهلكة. لأن مثل هذا التفشي تسبب في كل هذه البلدان لم يقتصر وضع الاقتصاد على حافة تيار مدمر ، بل يخشى الجمهور من تفشي المرض وكل شخص يمر بظروف غير آمنة ، لذلك بدأ الفيروس من مدينة ووهان الصينية وبدأ ببطء في السيطرة على العالم. وتأثر به معظم البلدان ، بما في ذلك إيطاليا وأوروبا وأمريكا وإسبانيا وفرنسا وإيران والهند ، حتى المملكة العربية السعودية ، وقد أدى نفس الوباء في السعودية إلى حظر العمرة والصلاة ،والجميع مصدومون اليوم ولدى كل شخص نفس السؤال حول لغة سبب معاناتنا من هذه الظروف. كيف نستفيد أكثر من هذه المواقف؟ الإجابة واضحة.

وقد أخبرنا القرآن الكريم بالفعل عن جزاء أعمالنا الصالحة والسيئة ، وتبين دراسة القرآن أن أسباب المصائب والكوارث في العالم هي أفعالنا.

قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم 41)يعني  ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهما الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذي عملوا . لعلهم يرجعون لعلهم يتوبون (على سبيل المثال ، المجاعة ، الأوبئة ، العواصف)

وإذا نظرنا المسلمين كقوى عالمية وكدول إسلامية إلى أفعالهم، فنجد التمرد والانحراف من تعاليم الأنبياء ومعصية الرب جل وعلا، والمجتمع الذي نعيش فيه أصبحت الرشوة جزءًا من العمل ، والزنا منتشر ، والكذب صار عادة لنا ، والخيانة سائدة، والقسوة مع بعضنا البعض ، والظلم ، والبغاء أصبح كالفساد فينا. ونفكر في راحتنا بالابتعاد عن معاناة الآخرين. هذه هي الأسباب التي تسبب الأمة بمواجهة المعاناة. حيث تجاهل الناس هذه المسؤوليات. وانتشار الزنا سبب لظهور الأوجاع والطواعين التي لم تكن في السالفين كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

ومن أسباب هلاك الأمم: ظهور النقص والتطفيف في الكيل والميزان، ومنع حق عباده، ونقض العهود، والإعراض عن أحكام الله -تعالى-، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني

والتنافس في الدنيا، والرغبة فيها، والمغالبة عليها؛ عن عمرو بن عوف الأنصاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ»، فَقَالُوا: “أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ”، قَالَ: «فَأَبْشِرُوا، وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ؛ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» متفق عليه

ولذا سيرى مجتمعنا مكان هذه الشرور. واليوم ، يجب على العالم والأمم المتحدة والبلدان المتقدمة أن يفكروا فيما إذا كان هذا انتقاماً لحياة الأبرياء الذين يموتون يومياً ، وليس القسوة على الكشميريين ولاإنسانية أطفالهم الأبرياء.

أليست الثأر لأخوة آلاف الأبرياء الذين يموتون في سوريا وفلسطين؟ حكام العالم ، بمن فيهم المسلمون ، لديهم مكان للتفكير ، وتتطلب هذه الشروط أن ينظروا إلى أفعالهم ، وأن ظروف الدول الإسلامية تتطلب أن يلجأ الجميع إلى الله

وفي الأخير، نطلب من كل فرد من الأمة أن يحسب نفسه ،ويغير سلوكه ويلجأ إلى الله ، ويطلب من الله المغفرة عن الخطايا التي ارتكبها في الماضي. سوف يغفر لنا بإذن الله، ويرفع عنا البلاء والوباء.

تعليقك

رئيس التحرير

مدير التحرير

عنوان المكتب:

  • رقم التسجيل في وزارة الأعلام: ٧٧١
  • news.carekhabar@gmail.com
    بشال نجر كتمندو نيبال
Flag Counter